الرئيسة » المنهج الكويتي » الفصل الثاني المنهج الكويتي » الصف الحادي عشر الكويت ف2 (علمي+ادبي) »

كتاب فنون البلاغة الحادي عشر فصل ثاني الكويت 2025 pdf

تحميل
تحميل كتاب البلاغة للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني الكويت 2025-1446 pdf؟ او تنزيل كتاب فنون البلاغة الحادي عشر فصل ثاني كويت ، عرض وتحميل على منصة كتابك المدرسي.
محتوى كتاب فنون البلاغة الصف الحادي عشر فصل ثاني الكويت
توجيهات خاصة بتدريس البلاغة على الرغم من الطاقة التعبيرية الهائلة للغة العربية بما يتيح للمبدعين من الناطقين بها مجالاً رحباً للإبداع ، وعلى الرغم من جهود العلماء المسلمين على امتداد القرون كتأصيل المفاهيم البلاغية والاستشهاد لها . على الرغم من ذلك كله لا نجد العرب قد خلفوا لنا نظرية نقدية يمكن أن تُنسب إليهم ، فلمه ؟ لقد كانت الجناية الكبرى على مسيرة النقد الأدبي عند العرب أن صَرَفوا جُلَّ اهتمامهم إلى التقعيد وصوغ المفاهيم البلاغية في قواعد مقررة ، بإزاء كل منها شواهد عليها من القرآن الكريم والنثر والشعر دون العناية بتربية الحس النقدي لدى الناشئة من خلال تعهد مهارات التذوق الفني لديهم . ولذا لزاماً علينا - نحن المعلمين - أن نصْرِفَ كل اهتمامنا إلى إرهاف الحس النقدي لدى الطلاب ، وإكسابهم مهارات التذوق الفني في كل وقفة بلاغية ، فإدراك مواطن القبح أو الجمال في التعبير أهم من إجراء صورة بيانية أو شرح مصطلح بلاغي . وإذا كانت القواعد والتدريب على استنباطها والقياس عليها أمراً لازماً لترسيخ المفاهيم البلاغية فإنه يجب ألا يكون ذلك غاية قَصْدِنا من الدرس البلاغي ، كما يجب ألا يكون ذلك على حساب مهارات التذوق الفني . عليهما إذ لا يكون السؤال لغير العاقل، ولكن الحذف كان أبلغ من الذكر، فظاهر الآية يعني أنَّ يعني أن غير العاقل يدرك صدق قولنا فما بالك بمن يعقل؟ تدبر المثال التاسع تجد أن العبد الصالح تعمد إعابة السفينة التي يعمل عليها في البحر مساكين لا غنى لهم عنها، وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً، فما ظنك بالسفن التي كان الملك يأخذها ؟ إنها - ولا شك - السفن الصالحة، فأصل العبارة (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً)، فحذفت الصفة (صالحة) لدلالة السياق عليها، وهذه الصفة المحذوفة أضافت إلى المعنى ما هو زائد على اللفظ ليتحقق الإيجاز بالحذف. وفي المثال العاشر نستدل على معنى زائد على اللفظ، فليس المراد أن الناقة كانت مبصرة، ولم تكن عمياء، ولكن المراد أنها كانت آيةً مبصرة أي يُستبصر بها، وإنما استدل على المحذوف من صفته التي قامت مقامة. المبحث الثالث الإطناب مِمَّا أُثر عن السابقين في تعريف البلاغة قولهم: «البلاغة: الإيجاز في غيرِ عَجْز، الإطناب في غير خَطَل». وخير تفسير لهذا القول ما ذكره أبو هلال العسكري في كتابه «الصناعتين» في معرض كلامه الإيجاز والإطناب إذ قال : والقولُ القَصْدُ أنَّ الإيجاز والإطناب يُحتاج إليهما عن الحاجة إلى في جميع الكلام وكل ن نوع منه، ، ولكل واحد منهما موضع، فالحاجة إلى ا الإيجاز في موضعه كالحاجة إلى الإطناب في مكانه. فمن أزَالَ التدبير في ذلك عن جهته، واستعمل الإطناب في موضع الإيجاز، واستعمل الإيجاز في موضع الإطناب فقد أخطأ» (1). ويميز أبو هلال بين الإطناب والتطويل بقوله: فالإطناب بلاغة، والتطويل عي، لأن التطويل بمنزلة سلوك ما يبعد جهلاً بما يقرب، والإطناب بمنزلة سلوك طريق بعيد نزه يحتوي على زيادة فائدة» (٢). أما ضياء الدين بن الأثير فيقول بعد تعريفه لكل من الإيجاز والإطناب والتطويل: «إنَّ مثال الإيجاز والإطناب والتطويل مثال مقصد يُسلك إليه في ثلاثة طرق، فالايجاز هو أقرب الطرق الثلاثة إليه، والإطناب والتطويل هما الطريقان المتساويان في البعد إليه. إلا أن طريق الإطناب يشتمل على منزه من المنازه لا يوجد في طريق التطويل» (۳). فالإطناب كما يفهم من كلام أبي هلال وابن الأثير وغيرهما من البلاغيين كالسكاكي والخطيب القزويني هو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة». ومن المثال الرابع ذكر إيتاء ذي القربى بعد الإحسان الذي يشمله، فإيتاء ذي القربى نوع من الإحسان، وإنما أفاد ذكره تنويهاً بشأنه وتنبيهاً على فضله، وكذلك ذكر المنكر والبغي بعد الفحشاء، وهما يندرجان تحتها، ففي المثالين: الثالث والرابع تحقق الإطناب بذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص وزيادة التنويه بشأنه. انظر في المثال الخامس تجد الداعي بعد أن طلب المغفرة لنفسه، ولوالديه ولمن دخل بيته مؤمناً - طلبها للمؤمنين والمؤمنات. وهو ووالداه ومن دخل بيته مؤمناً بعض المؤمنين والمؤمنات، وإنما ذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص لذكره مرتين. وفي المثال السادس ذكر للنبيين بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو واحد منهم لإفادة عموم النبيين في طلب الصلاة عليهم مع العناية بشأن محمد صلى الله عليه وسلم. تأمل الأمثلة من السابع إلى العاشر تجد التكرار ظاهرةً مطردة فيها جميعها، ولكن دواعي التكرار مختلفة، فهو في المثال السابع لتأكيد الإنذار ، أما سببه في المثال الثامن فطول الفصل بين الكلام ومتعلقه خشية أن يكون الذهن قد غفل عما ذكر أولا. وفي المثال التاسع تكرار في معرض الإنذار لتقرير المعنى في نفوس السامعين. أما المثال العاشر فقد جاء التكرار فيه في مقام الندبة إظهاراً للتحسر . إذن الأمثلة من السابع إلى العاشر فيها إطناب بالتكرار، والتكرار كان لداع، هو الإنذار في المثالين السابع، والتاسع، وطول الفصل في المثال الثامن، والتحسر في المثال العاشر، فالإطناب بالتكرار يكون بتكرير المعاني والألفاظ للدلالة على العناية بالشيء مبالغة في مدحه أو ذمه أو غير ذلك. تأمل المثالين: الحادي عشر والثاني عشر تجد المعنى في بيت الخنساء قد تم عند قولها: كأَنَّه عَلَمٌ»، ولكنها لم تكتف في تشبيه أخيها الذي يأتم الهداة به بالعلم وهو الجبل المرتفع المعروف بالهداية، ولكنها أوغلت بقولها: «في رأسه نار» فأضافت بهذه الزيادة إلى معنى البيت. معنى جديداً فضلاً عن إعطائها البيت قافيته، وكذلك قول مروان بن أبي حفصة في المثال الثاني عشر، فقوله: «وأجزلوا» إيغال أعطى البيت قافيته، وأضاف إلى معناه التام معنى جديداً هو أنهم عندما يعطون يعطون الطيب الجزيل. وهذا النوع من الإطناب يُعرَفُ بالإيغال، (۱) وهو ختم البيت أو الفاصلة بكلمة أو عبارة يتم المعنى بدونها ولكنها تعطي البيت قافيته والفاصلة سجعها، وتضيف إلى معناهما التام معنى زائداً. اقرأ قول الله تعالى لموسى عليه السلام في المثال الثالث عشر تجد المعنى بغير قوله تعالى: مِنْ غَيْرِ سُوء ، وموهماً أن يكون ذلك البياض لمرض كالبرص أو سوء أصاب اليد، فأتى بقوله مِنْ غَيْرِ سُود لدفع هذا الإيهام، فالإطناب هنا كان احتراساً لتخليص الكلام مما يوهم خلاف المقصود. من ذلك قول ابن المعتز في وصف الفرس، إذ جاءت كلمة (ظالمين) احتراساً من توهم السامع أن فرس ابن المعتز كانت بليدة تستحق الضرب. ففائدة الإطناب في المثالين هي الاحتراس والإطناب بالاحتراس يكون حينما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم، فيفطن لذلك، ويأتي بما يخلصه منه. تدبر الأمثلة من الخامس عشر إلى الثامن عشر تجد في كل منها جملة أو أكثر جاءت معترضة في أثناء الكلام، فما فوائد الإطناب بالاعتراض؟ في المثال الخامس عشر جاء قوله تعالى: «سبحانه معترضاً في أثناء الكلام للمسارعة إلى تنزيه الله تبارك وتعالى مما نُسب إليه، فالإتيان بالكلام على أصله لا يبرز ذلك التنزيه الذي يقتضي الموقف المسارعة إليه. أما في المثال السادس عشر فقد جاءت جملة وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمُ .. معترضةً بين القسم وجوابه لتعظيم القسم بمواقع النجوم وتفخيم أمره، وفي ذلك تعظيم للمقسم عليه وتنوية برفعة شأنه وهو القرآن الكريم، فالإطناب بالاعتراض هنا للتعظيم.