تحميل كتاب اللغة العربية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني الكويت 2025-1446 pdf؟ او تنزيل كتاب اللغة العربية العاشر فصل ثاني كويت ، عرض وتحميل على منصة كتابك المدرسي.
محتوى كتاب اللغة العربية الصف العاشر فصل ثاني الكويت
الموضوع
المقدمة
المجال الأول
القرآن الكريم والحديث الشريف
آيات من سورة الحجرات (قرآن كريم).
- لا تحاسدوا (حديث شريف).
المجال الثاني
القراءة للبحث عن الذات:
- أحمد زويل (عالم الليزر).
المجال الثالث
الأدب دليل التواصل الروحي
- عتاب شعر (ابن الرومي).
المجال الرابع
القراءة للتمكن في مجال معين:
دور المرأة في أحداث الهجرة.
المجال الخامس
الأدب يرقى بالوجدان ويحفز الهمم:
- أغنية الخليج. شعر: د. غازي القصيبي.
المجال السادس
الأدب نافذة الحاضر على أمجاد الماضي:
- وقفة على طلل. شعر (محمود غنيم).
أحمد زويل (عالم الليزر) كان استقبال المدينة الكبيرة له يشبه محاولة اغتيال واضحة المعالم ، فقد جاءها مرحباً ، أنيقاً ، جميلاً في كل شيء ، العلم والخلق ، لكنها لم تكن تفكر فيه أو تعمل له أي حساب ، لم تكن تأبه له ولا لعلمه ، لديها عشرات الآلاف من العلماء ، كانت تظن أنهم أكثر منه قيمةً وأنفع لها ، غير أنه قد جاء ليثبت لها العكس ففي أولى لحظاته في تلك البلاد الكبيرة المسماة بالولايات المتحدة الأمريكية ، خرج من مطار ولاية كاليفورنيا - محطة الوصول - ليقابله الصقيع وبرودة لم يتعودها ، لكنه كان مستعداً لها بأثقل ما يعلم من أنواع الملابس !! وخارج المطار ، قرر أن يعبر الشارع المتسع الضخم ، والذي تغزوه العربات في موجات متلاحقة لا تنقطع . في لمح البصر كان الشاب المصري أحمد زويل» يعبر الشارع واثقاً في نفسه ، ينظر إلى المستقبل في تحد واضح وقوة كان يعلم أنها لابد أن تقهر البرودة الأمريكية التي تسيطر على كل شيء . لحظة واحدة كانت كافية ليسقط هذا الشاب وسط ذلك الخضم الرهيب من السيارات ، وفوق تلك الأرض المكسوة بطبقة بيضاء من الثلوج التي تتساقط بلا توقف ! سقط منتظراً أن يتوقف سيرا سير الطريق ليطمئن المارة والراكبون عليه ، وربما طلب أحدهم أن يصطحبه إلى المستشفى زيادة في الاطمئنان أو - على الأقل - أن تمتد إليه يد لتلتقطه وتنظف له ملابسه ، أو حتى أن يدعو له أحدهم بسلامة الطريق على أن ينتبه لموضع قدميه في المرات القادمة مثلما يحدث دائماً في شوارع الإسكندرية - مدينة الحضارة والتاريخ - التي غادرها إلى أمريكا . كان يتمنى حتى أن يرمقه أحدهم بنظرة ولو كانت قاسية ، لكن أحداً لم يلتفت إليه !! كل هذا لم يحدث ! وهنا كان الشاب المصري أحمد زويل ، المتخصص في علم الكيمياء ، أمام أحد أمرين : أولهما أن يلعن تلك البلاد الباردة المتحجرة القلب ويتركها ويرحل على الطائرة نفسها . وكان الحل الآخر أن يغير حذاءه ليناسب الأرض الجديدة . وكان الحل الأخير هو اختياره .
وبمعنى آخر ، كان اختياره أن يبقى ويستمر وينجح ولا ينكسر ، لأنه لم يأت ليعود ، ولكنه جاء ليثبت عبقرية وتفوقاً ، ويضيف إلى العالم بأسره ، ويفيد سائر البشرية . هكذا بدأت الرحلة التي لا تزال مستمرة حتى الآن . ... كانت حياة أحمد زويل التي بدأت في عام ١٩٤٦ بمدينة دمنهور عادية . كان طفلاً كَكُل الأطفال ، لا يعرف ماذا يريد ؟ وماذا سيفعل في المستقبل ؟ أو ماذا يمكن أن يكون؟ غير أن شيئاً ما ، كان يميزه عن بقية الأطفال ! فقد كان يحب إجراء التجارب العلمية . وكانت البداية عندما كان طالباً في المرحلة الإعدادية بإحدى مدارس مدينة دسوق» بمحافظة كفر الشيخ ، تلك المدينة التي انتقلت إليها أسرته بعد مولده ، حيث أحضر عدداً من زملائه إلى البيت ليقوم أمامهم بإجراء تجربة تسخين الخشب ، وهي تجربة يقصد منها مشاهدة خروج الغازات والسوائل من قطع الخشب . واندمج العالم الصغير في تجربته ، حتى فوجئ - هو وزملاؤه - باشتعال النار في الخشب وكاد كل شيء يحترق لولا أنهم أسرعوا بإطفاء النار . ولكن حب التجارب لم يكن هو السبب في التحاقه بكلية العلوم ، فقد كانت أسرته تعده ليكون طبيباً ، حتى إنهم - ومنذ أن كان طفلاً في الثامنة من عمره - علقوا على باب حجرة نومه لافتة صغيرة كتبوا عليها الدكتور أحمد هذه رغبة الأسرة ، ورغبته هو أن يدخل أياً من الكليات العلمية تأثراً بميوله ، وشاء الله أن يلتحق بكلية العلوم - جامعة الإسكندرية في قسم الفلزات ، وحتى ذلك الوقت لم يكن لديه أي تخطيط مستقبلي لما يود أن يكونه ، ولم يكن في ذهنه أن يصبح أحد أندر العلماء في مجالات الليزر في كل أنحاء العالم . وفي كلية العلوم تفوق أحمد زويل منذ العام الجامعي الأول ، وانضم إلى قسم الامتياز ، وهو نظام كان معمولاً به - سابقاً - ويضم الطلاب الذين حققوا نجاحاً وتفوقاً ، لتتم معاملتهم معاملة خاصة ، ورعايتهم علمياً ليكونوا نواة للمشتغلين بالتدريس الجامعي ، والعمل في المجالات البحثية . وظل يتفوق - بعد ذلك - عاماً تلو عام حتى حصل على المركز الأول في السنة النهائية ، وتم تعيينه لذلك معيداً بكلية العلوم في جامعة الإسكندرية ، ليحقق بذلك حلمه الأول في أن.
يعمل مدرساً بالجامعة . كان طبيعيا بعد ذلك أن يرتقي أحمد زويل في سلك الدراسات الجامعية ، فتقدم لنيل درجة الماجستير ، التي حصل عليها بامتياز . ثم اختارته الجامعة ليسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليستكمل دراسته الجامعية ، ليحصل على درجة الدكتوراه في العلوم . وكانت تلك الخطوة هي الخطوة الأولى على طريق الألف ميل ، وكان الزمان مواتياً ، ففي ذلك الوقت لم يكن العالم يعرف شيئاً عن الليزر - كما هو الآن - وبذلك وجد أحمد زويل في المكان المناسب - أمريكا - بلاد الإمكانات المادية والتكنولوجية غير المحدودة . وبرغم أنه هو الآخر لم يكن يعلم أي شيء عن هذا العلم الجديد ، فإن هذا لم يكن عائقاً بقدر ما كان دافعاً له ليكون ضمن أوائل من يخطون في طريق هذا العلم المجهول .... سنوات طويلة قضاها أحمد زويل باحثاً في مجالات الليزر وتطبيقاته ، حتى استطاع أن يحقق السبق العلمي الفريد الذي . جعله يرشح الأكثر ثر . من مرة للحصول على جائزة نوبل في العلوم ، ويحوز مكانة علمية فائقة في العالم أجمع ، والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص . ويتلخص السبق العلمي الذي حققه الدكتور أحمد زويل عالم الليزر المصري في أن أي دراسة للجزئيات كانت تتم بعد التحامها ، هذا ما لفت نظر العالم المصري ليصل الليل بالنهار محاولاً رصد حركة الجزيئات عند ميلادها وعند التحام بعضها ببعض . هذه الفكرة قد تبدو لبعضهم بسيطة ، قليل من الجهد يكفيها ... لكن الإثبات العلمي الذي لم يستطع تحقيقه ، تطلب من أحمد زويل جهداً متواصلاً لمدة عشر سنوات كاملة .... وكان هذا حدثاً علمياً خطيراً ، فلأول مرة في العالم تتم رؤية هذه الحركة عن طريق كاميرا» خاصة بأشعة الليزر ، ومعامل كبيرة مجهزة بأحدث ما وصل إليه العلم . هذا النصر العلمي الهائل فتح الباب أمام العديد من الاستخدامات الطبية والعلمية ، وتغيير الكثير من المفاهيم . ومنذ ذلك اليوم ود. أحمد زويل يحصل على العديد من الجوائز العالمية العلمية في أمريكا و خارجها ، ويحتل عالم الليزر المصري د. أحمد زويل المرتبة (رقم ۲۸) الثامنة والعشرين من بين أهم الشخصيات غير الأمريكية التي أضافت للتاريخ الأمريكي خلال القرن العشرين .
أما السجل العلمي للدكتور أحمد زويل فيبدأ بحصوله على درجة البكالوريوس في العلوم مع مرتبة الشرف من جامعة الإسكندرية عام ١٩٦٧ ، ثم الماجستير عام ١٩٦٩ ، ثم الدكتوراه عاما ١٩٧٤ من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية ، ثم يعين أستاذاً مساعداً بالجامعة نفسها ، ثم أستاذاً مشاركاً للفيزياء الكيميائية بمعهد كاليفورنيا في الفترة من ۷۸ حتى ۱۹۸۲ . وقد سجلت باسمه مجموعة من الأجهزة ، من بينها كاميرا تصوير حركة التحام الجزيئات بالليزر ، وجهاز تركيز الطاقة الشمسية . أما الجوائز فقد حصل العالم المصري الفذ على جائزة «ألكسندر فون همبولدت» من ألمانيا الغربية ، وهي أكبر جائزة علمية هناك ، كما نال وسام باك وتيني» من ولاية نيويورك الأمريكية عام ۱۹۸۵ ، وجائزة الملك فيصل في الفيزياء . وله أربعة كتب علمية ، وما يقرب من ٢٥٠ بحثاً علمياً في مجالات الليزر . وفي عام ۱۹۸۹ انتخب بالإجماع عضواً بالأكاديمية الأمريكية للعلوم ، وكان أصغر الأعضاء سناً ، وسابقة في تاريخ الأكاديمية ، حيث كان يبلغ وقتها ٤٣ عاماً ، وكان أصغر سن يقبل بالأكاديمية هو ٥٥ عاماً . ويعمل د . أحمد زويل حالياً أستاذاً بجامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا ، ومديراً لمعامل أشعة الليزر بها . هذا الجهد العلمي الذي بدأ منذ عام ١٩٦٩ وعلى مدى ٢٦ عاماً ، واختصرناه نحن في هذه السطور القليلة جداً ، لم يكن بسيطاً ولا سهلاً ، ولم يكن ميسوراً لكل عامل نابه توافرت له الإمكانات المادية التي تهيئ له الجو الملائم لإنجاز عمله . لكن هذا الجهد احتاج من العالم المصري الفذ د . أحمد زويل إلى إرادة نادرة وقوية تعينه على العمل المتواصل لمدة عشرين ساعة يومياً على مدى ٣٦٥ يوماً في العام من دون إجازة . هذه الإرادة المصرية التي أثبتت نفسها على الساحة الأمريكية ووسط أناس لا يعترفون للشرق وللعرب بأي إمكانية للمساهمة في النهضة التكنولوجية المتقدمة ، هذه الإرادة تدل على أن عناصر النجاح مهما اكتملت يبقى الإنسان الفرد هو العنصر الذي يحتل المقدمة ، ويظل العربي قادراً على إثبات نفسه في أي مكان ، وتحت أي ظرف .