تحميل كتاب الامارات تاريخنا للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الاول المنهج الاماراتي 2025-1446 pdf؟ او تنزيل كتاب الاجتماعيات الثاني عشر فصل اول الامارات، عرض وتحميل على منصة كتابك المدرسي.
محتوى كتاب الاجتماعيات الصف الثاني عشر فصل اول امارات
تشكل اليابسة تزدان دولة الإمارات العربية المتحدة بالمدن والطرق والمباني المتنوعة التي بنيت جميعها على تضاريس لم تكن موجودة سابقا كما نعرفها اليوم. فقد شهدت هذه التضاريس تغيرات هائلة في شكلها عبر العصور التاريخية المتعاقبة خلال الـ (500) مليون سنة الماضية، ويمكن لنا أن نری شواهد عديدة على هذه التغيرات في مختلف أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة. فإذا ذهبنا بالسيارة إلى الساحل الشرقي مثلاً، تطالعنا سلسلة من الجبال بقممها البارزة والملساء التي تشكلت نتيجة لمجموعة كبيرة من العمليات الجيولوجية التي لا تزال تحدث منذ ملايين السنوات حتى يومنا هذا. قبل أن تتشكل هذه الجبال في الساحل الشرقي، كانت دولة الإمارات وتوجد شواهد على هذه التضاريس القديمة جدا في جبل الظنة بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي. إن اليابسة التي تشكل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم كانت قطعة جيولوجية ضخمة بدأت تتحرك نحو الشمال منذ حوالي (260) مليون سنة مضت. العربية المتحدة جزءًا من كتلة أرضية ضخمة تسمى قارة "غندوانا" التي انفصلت عن آسيا بواسطة محيط قديم كبير يُسمى "بحر التيثس" ذكرنا أن التضاريس المتنوعة التي نشاهدها اليوم على سطح أرض دولة الإمارات العربية المتحدة قد شهدت تغيرات هائلة خلال الـ (500) مليون سنة الماضية، ولكن وتؤكد الدراسات الجيولوجية أن تلك التغيرات كانت أكثر حدة خلال (100) مليون سنة الماضية حيث كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تقع في ذلك الزمن على حافة ما نسميه "الصفيحة العربية" إذ بدأت هذه الصفيحة بالغرق حتى ارتطمت بقاع المحيط. فما الذي حدث؟.
عادة ما يؤدي مثل هذا الارتطام إلى غرق قاع المحيط تحت تأثير ثقل السطح الأرضي لكن ما حدث أن المحيط اندفع فوق الصفيحة العربية. وخلال (25) مليون سنة التالية أخذت أجزاء أكثر فأكثر من قاع المحيط تندفع نحو الأعلى فوق سطح المياه لتشكل الجبال. بمعنى آخر، لقد انبثقت هذه الجبال من قاع المحيط لتشكل جبال الحجر القاسية الوعرة تقع في كل من إمارات رأس الخيمة والشارقة والفجيرة). لم تحدث هذه العمليات الجيولوجية التي أدت إلى ظهور جبال الحجر في فترة زمنية قصيرة، بل استغرقت ملايين السنين، ونستطيع أن نرى دليلا عليها في يومنا هذا، فإذا ذهبنا إلى الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، نستطيع أن نرى ليست هذه الجبال فقط، وإنما طبقات قاع المحيط التي تراكمت فوق بعضها البعض عبر ملايين السنين لتشكل فيما بعد هذه الجبال. وتتكون كل واحدة من هذه الطبقات على عدد كبير من الصخور والمعادن التي أصبحت ذات فائدة كبيرة للشعوب القديمة التي استوطنت تلك المناطق بعد ملايين السنين. الأهمية العالمية للأحافير في دولة الإمارات العربية المتحدة لا تقتصر المظاهر الجيولوجية لدولة الإمارات العربية المتحدة على تلك الجبال فقط، بل هناك مظهر جيولوجي آخر لا يقل أهمية عنها ، أي الصحراء. لقد ظهرت هذه الصحراء بعد الجبال بملايين السنين مما يجعلها أصغر عمرا بكثير من الجبال. تشكلت رمال الكثبان المنتشرة في أرجاء عديدة من دولة الإمارات خلال العشرين ألف سنة الماضية فقط، وهذا يعني أنها تشكلت بالأمس قياسًا بعمر الأرض الذي يبلغ (4,500,000,000) سنة تقريبا. قبل أن تتشكل الصحارى، تغير المناخ مرات عديدة، وكانت تضاريس الأرض مختلفة عما تبدو عليه اليوم. وقد حدثت إحدى أهم تلك التغيرات المناخية في الحقبة الميوسينية (انظر التعريف أدناه التي استمرت من (23) مليون سنة إلى (5.3) مليون سنة مضت. خلال تلك الحقبة الميوسينية، ارتفعت درجة حرارة المناخ، وظهرت تضاريس جديدة. ونتيجة لذلك، انتشرت الأراضي العشبية في دولة الإمارات العربية المتحدة مثل نبات السافانا الموجودة في شرق أفريقيا اليوم.
الحقبة الميوسينية والتاريخ الجيولوجي للعالم كلمة "ميوسين" مشتقة من اللغة اليونانية وتعني أقل حداثة". والحقبة الميوسينية هي أول فترة جيولوجية من حقبة النيوجين التي امتدت من (23) مليون سنة إلى (2.5) مليون سنة مضت، ثم جاءت بعدها حقبة البليوسين (انظر الفصل (2) كيف نستطيع أن نتعرف على هذه الحقب الجيولوجية؟ يعمل علماء الجيولوجيا من مختلف دول العالم على تحديد عمر هذه العصور الجيولوجية من خلال دراسة طبقات الأرض، وهو علم يدرس كيف تشكلت طبقات سطح الأرض فوق بعضها البعض عبر الزمن حيث تتميز كل طبقة عن بقية الطبقات بمزايا فريدة وتحتوي على دلائل يستخدمها العلماء للتعرف على طبيعة المناخ وأنواع الحيوانات التي كانت موجودة على سطح الأرض خلال كل عصر جيولوجي، على سبيل المثال، في الفترة الطباشيرية التي استمرت من حوالي (145) مليون إلى (66) مليون سنة مضت كانت الديناصورات من نوع "ملك السحالي الطاغية" تنتشر فوق سطح الأرض، لكنها انقرضت في نهاية هذا العصر ربما نتيجة لارتطام نيزك أو نجم مذنب بالأرض.
خلال أوائل الحقبة الميوسينية، أخذ البحر الواقع بين البحر المتوسط والمحيط الهندي يضيق تدريجيا حتى اختفى تمامًا، كما ظهرت شبه الجزيرة العربية التي نعرفها اليوم لتشكل جسرًا يصل بين قارتي أفريقيا وآسيا مما سمح للحيوانات الاختلاط والانتقال بين هاتين القارتين حيث انتقل أسلاف سلالات الغزلان والظباء (البقر الوحشي والزرافات من شبه الجزيرة العربية إلى أفريقيا بينما هاجرت الفيلة والقرود من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية. ولقد عثر علماء الآثار على بقايا تلك الفترة الزمنية في تشكيلات صخور بينونة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وهذه التشكيلات عبارة عن منطقة جيولوجية تشكلت من التفاعل بين الأرض والمجاري النهرية التي كانت تنساب في تلك المنطقة، حيث تشير تلك البقايا إلى أن بعض الأنهار كانت كبيرة جدا إلى درجة أن لها مجار فرعية عديدة. ويعتقد علماء الآثار أن أحد تلك الأنهار، كان موجودًا بالقرب من مدينة المرفأ الساحلية وعرضه (100) متر. كما تحولت بقايا الحيوانات والنباتات من تلك الفترة إلى مستحاثات (أحافير) تم العثور عليها في الأجزاء الظاهرة (نتوءات) من تشکیلات بينونة حيث تنتشر هذه المستحاثات أو الأحافير بالقرب من مدينة أبوظبي وتتجه غربا إلى جبل الظنة وجبل براكة على مسافة أكثر من (200) كلم ولغاية (50) كلم داخل اليابسة. علماء المستحاثات هم العلماء الذين يدرسون المستحاثات، أي البقايا العضوية من الإنسان والحيوانات والنباتات التي يعثرون عليها بين طبقات الأرض. وقد حظيت تشكيلات بينونة باهتمام العلماء، ودرسوا تلك التشكيلات لكي يتوصلوا إلى معلومات مهمة.
ما هي المستحاثات؟ تطلق كلمة "المستحاثة" على مجموعة واسعة من البقايا العضوية القديمة التي تحجرت أو بعبارة أخرى تحولت إلى أحجار" عبر ملايين السنين وذلك يفعل مجموعة متنوعة من العمليات الكيميائية ينضوي معظمها على انتقال المياه لتغمر عظام الحيوانات أو أنسجة النباتات المدفونة في الأرض وتتفاعل مع المواد الكيميائية الموجودة في العظام والأنسجة، وفي بعض الحالات تبدأ المياه تملأ ببطء شديد الفراغات المسامات) الموجودة في العظام مما يجعل العظام تذوب، وهذا ما يؤدي إلى تشكل معادن جديدة تأخذ شكل العظام، وبهذه الطريقة، تبدو المستحاثات التي يستخرجها العلماء مثل سبيكة مصبوبة في قالب حيث تتشكل هذه السبائك ببطء شديد عبر ملايين السنين، وتعطي صورة دقيقة جدا عن العظم أو ورقة النبات الأصلية. وهذه الخصائص هي التي تجعل هذه المستحاثات مصدر معلومات موثوق يعتمد عليه علماء المستحاثات ليتعرفوا على أنواع النباتات والحيوانات التي كانت تعيش على سطح الأرض منذ ملايين السنين. تطورت الحيوانات حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن وحول المناخ الذي كان سائدا في الحقبة الميوسينية، توصل العلماء إلى تحديد نوعين من الحيوانات التي كانت تعيش في أرض الإمارات خلال تلك الحقبة الجيولوجية، حيث عاشت التماسيح، وأفراس النهر، والأسماك، والسلاحف والمحار في مياه الأنهار العذبة بينما عاشت أنواع أخرى على السهول القريبة من الأنهار حيث كان بعضها من فصيلة آكلة الأعشاب مثل الزرافات والفيلة. وقد توصل علماء المستحاثات إلى أن قطيعا من تلك الفيلة كان يعيش بالقرب من منطقة مليسه في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي وذلك من خلال العثور على آثار أقدامها في قاع البحيرة في تلك المنطقة. أما النوع الثاني من تلك الحيوانات فقد كانت أكلة اللحوم بعضها من فصيلة السنوريات مثل السنور ذي الأنياب السيفية، وبعضها الآخر من فصيلة الضبعيات مثل الضباع بالإضافة إلى ذلك، كانت تعيش في تلك الفترة أنواع عديدة من الطيور مثل الأسلاف الضخمة لطيور النعامة والقوارض صغيرة الحجم مثل الفئران والجربوع حيث عثر علماء المستحاثات على مستحاثة فصيلة من الجرابيع لم تكن معروفة آنذاك بالقرب من منطقة بينونة.
جبل الفاية وهجرة البشر من أفريقيا ظهرت سلالة الإنسان الحديث قبل (200,000) سنة تقريبا في أفريقيا وانتشرت من هناك إلى مختلف بقاع العالم. وقد عثر علماء الآثار في فلسطين على الأدلة الأولى التي تشير إلى هجرة سلالة الإنسان الحديث من أفريقيا إلى المنطقة المعروفة الآن باسم الشرق الأوسط. وكانت تلك الأدلة عبارة عن مستحاثات بقايا الإنسان التي وجدها العلماء في كهف القفزة وكهف السخول في فلسطين. وتشير هذه المستحاثات البشرية المكتشفة إلى انتقال البشر من أفريقيا إلى فلسطين عبر وادي النيل بين (120,000) سنة و(80,000) سنة مضت أسفرت أعمال التنقيب في جبل الغاية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة عن اكتشاف أدلة جعلت العلماء يغيرون إعتقادهم الذي كان سائدا حول الهجرات البشرية، فقد عثر علماء الآثار في موقع جبل الفاية على أدوات حجرية تشبه تلك الأدوات التي سبق اكتشافها في شرق أفريقيا، وتشمل تلك اللقى الحجرية وفؤوسا يدوية وأدوات لتقطيع الطعام. وبناء على ذلك، قدر العلماء أنه تم دفن الأدوات الحجرية بين (130,000) سنة و (95,000) سنة مضت. وهكذا استنتج العلماء أن البشر قد هاجروا من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة الزمنية تقريبا. ولا توفر الاكتشافات الحديثة في جبل الفاية الأدلة التي قد تشير إلى احتمال وجود ممر غير معروف سابقا سلكه الإنسان في هجرته إلى خارج أفريقيا فحسب، وإنما قد تشير أيضًا إلى أن البشر الذين يتشابهون من الناحية التشريحية قد هاجروا من أفريقيا قبل عشرات آلاف السنوات أكثر مما كان يظن العلماء.